يحدث أن تلتصق عبارة بشخص ما، وتأسره، فيرددها دون أن يقصد فى كل مناسبة، وعبارة «الدنيا ليست محلاً للسعادة، بل للإنجاز»
يحدث أن تلتصق عبارة بشخص ما، وتأسره، فيرددها دون أن يقصد فى كل مناسبة، وعبارة «الدنيا ليست محلاً للسعادة، بل للإنجاز»، هى فى الأصل للفيلسوف الألمانى أرتور شوبنهاور، سمعتها للمرة الأولى من الكاتب الراحل على سالم قبل ثلاثين عاماً فى أول لقاء جمعنى به منتصف تسعينات القرن الماضى، وقبل وفاته سنة 2015 استوقفنى تكرار استخدامه لها فى أكثر من مقال وفى حوارات صحفية وتليفزيونية متعددة.
التقيت الراحل على سالم مرات قليلة بعدها وعلى فترات متباعدة، وكان بيننا أحاديث تليفونية فى كثير من المناسبات، لا سيما بعد أن جمعتنا جريدة «الشرق الأوسط» فى فضائها المتسع، وفى كل المرات، كان الراحل بشوشاً مقبلاً على الحياة رغم ما يتسلل إليك من صوته، الذى تشعر بأنه مقبل من «أعماق اليأس»، وهو ما منعنى فى كل مرة أن أعود لعبارة شوبنهاور، وأسئلة ربما تأخذنا إلى إجابات مؤلمة لى وله.