خالد منتصر | بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام
الإجابة نعم، وبشدة وإلحاح وبشكل عاجل، لذلك نحن فى حاجة إلى كتب مثل «بلوغ المرام فى مشاهدة الأفلام»، و«كيف تتعلم السينما فى ٢٤ ساعة»، و«دليل المتفرج الذكى فى قاعة السينما»... إلخ.
ذكرنى الهجوم الهستيرى على الفنانة الرائعة منى زكى ببدايات الفرجة على السينما الصامتة، حين كان الناس يتخيلون، من فرط سذاجتهم، أن ما يحدث على الشاشة حقيقى وواقعى، فكانوا يهرولون من المقهى أو الصالة حين يظهر القطار على الشاشة، خوفاً من أن يدهسهم! أخذ ذلك الفزع والخوف وقتاً لكى يختفى، وصار الجمهور المصرى حتى أواخر السبعينات يتسامح مع قبلات السينما ومايوهات البلاج وعلاقات الخيانة، لأنه يدرك جيداً أنه يشاهد فيلماً، وأن كل ما يراه موجود منه نماذج تسكن الواقع ولا داعى لأن نخفى رؤوسنا فى الرمال خجلاً أو...
الفيلم لم يخدش الحياء كما يدّعون، ولكنه خدش الهشاشة، هشاشة الفكر وسطحية الإحساس التى نعيش فيها، وعدم احترام حرية الاختيار، بداية من حرية عدم الاشتراك فى نتفلكس، وحرية الضغط على زر الريموت كونترول للتوقف عن الفرجة، وحتى حرية مناقشة النماذج الإنسانية التى تنكر وجودها وتتعامى عن حضورها المجتمعى، سواء كان نموذجاً مختلفاً اجتماعياً أو سياسياً أو إنسانياً أو حتى جنسياً، فى النهاية كل التحية للفنانة منى زكى التى أكدت أنها فنانة تقدم سينما لمشاهد ناضج وليست سمسارة تغازل زبوناً رجعياً.