نزورُ التاريخَ أو يزورنا للعظة والاعتبار، وفى إحياء ذكرى ميلاد النبىِّ وسيرته من الدروس ما يكفى للإضاءة على كثيرٍ من مُربكات الحاضر.
لقد كانت الدعوة فى سياقها الاجتماعى انقلابًا كاملاً على بيئتها الحاضنة، وصدامًا مع أوضاع مُستقرّة ومصالح اقتصادية وتوازنات قبائليّة حَرِجة، وما عبرتْ الامتحانات إلَّا بالإدارة الرشيدة، والإرادة العاقلة، والوعى العميق بالظروف والسياقات. وجوهرُ الحكاية أنَّ التحولات الشاملة لا تحدثُ عفوًا، ولا تُؤخَذُ بالأمانى بدلاً من الاجتهاد فى العمل. وأنك حتى لو كُنتَ مُؤيَّدًا من السماء؛ ستظلّ فى حاجة إلى التماس شروط الأرض، واجتناب الركون إلى إيمانك بعدالة القضية ومَوعدة النصر.
أكثرُ المحتاجين لالتماس الحكاية النبوية هُم المنكوبون فى فلسطين؛ لا لأنهم يُطابقون السيرةَ الأُولى فيما يخصُّ الولادة فى بيئةٍ مُعادية، أو أنهم يَدعُون لمُعتَقَدٍ جديد يصدمُ وعى المُحيطين ويستنفر مشاعرهم؛ إنما لخَوضِهم صراعًا شبيهًا أو معكوسًا لما خاضته الدعوةُ سابقًا. لقد مرَّت الدولةُ الإسلامية فى بادئ رحلتها من قناة الارتحال وصراعات الهُويَّة والاعتقاد، وخاضت جولةً خَشِنَة مع اليهودية الحاضرة وقتَها فى شبه الجزيرة.
عندما هُزِمَ المُسلمون فى «غزوة أُحد» ما شكَّكوا فى الراية التى حاربوا تحتها، ولا ارتدّوا على أعقابهم إلى القَبَلِيَّة المَقيتة. الهزائمُ يُمكن أن تكون رافعةً لو أُحسِنَ استغلالُها؛ شريطةَ أن يُنظَرَ للمسألة بعقلٍ بارد، وأن يكون المَعنىُّ بها قادرًا على المُراجعة والتصويب. أمَّا ما جرى فى هزائمنا الحديثة؛ أنَّ العاطفةَ تغلَّبت على العقل، وأخذ الماضَويِّون بزمام المستقبل، بعدما داهمَتْهم إخفاقاتُ الحاضر.
برزتْ مُنظَّمة التحرير من رحم القومية؛ لكنها تجاوزتها بالتجربة والخطأ، وتوصّلت لسبيكةٍ وطنية لا تُخاصمُ مُحيطَها، ولا تُزايدُ عليه أو تتعثَّر فى انقساماته. أنجزتْ أُمورًا وأخفقت فى أمور؛ وكانت فى احتياجٍ للنظر والتطوير من داخلها؛ لا إزاحتها أو الانقلاب عليها. وما أحدثته «حماس» فى انقلابها بعد رحيل عرفات، أنها شرخت السبيكةَ لتعزلَ السياسىَّ فيها عن الدينى؛ ثمَّ تتَّخذ من الأخير رافعةً لمشروعٍ فِئوى يتقاطعُ مع الخارج بأكثر ممَّا يشتبكُ بالداخل.
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
أفضل مخرجة في مهرجان فينيسيا تدعم فلسطين وسط تصفيق أعضاء لجنة التحكيمحرصت المخرجة سارة فريدلاند، على الدفاع عن القضية الفلسطينية والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في فلسطين، أثناء تسلمها جائزتها في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي..
اقرأ أكثر »
'حسام زكي' في حوار مفتوح و'فلسطين' القضية المركزية على طاولة الصحفيينأكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن الجامعة تتبنى الموقف الفلسطيني باعتباره موقفا موحدا لـ 22 دولة، لافتا أن الموقف السياسي الذي تعكسه الجامعة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يعد موقفا قويا وأساسيا وداعما لتلك القضية في المحافل الدولية، مشددا أن الوضع العربي...
اقرأ أكثر »
أبو الغيط يؤكد دعم الجامعة العربية لموقف مصر الرافض للتواجد الإسرائيلى على حدودها مع فلسطينأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، دعم الجامعة العربية للرؤية المصرية بشأن رفض التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود بين فلسطين ومصر.
اقرأ أكثر »
أمريكا اللاتينية تدعم فلسطين من بيت العرب.. اجتماع عربى لاتينى بالجامعة العربية لدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. العكلوك يدعم تجميد مشاركة إسرائيل بالجمعية العامة.. وفنزويلا تسلط الضوء على الازدواجية الدوليةعقدت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، اجتماعا لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين مع سفراء دول أمريكا اللاتينية والكاريبي بهدف التنسيق بين الجانبين، في إطار دعم القضية الفلسطينية.
اقرأ أكثر »
تفاصيل التحقيقات فى مقتل شاب على يد صديقه بسبب خلافات مالية بعين شمسكشفت تحقيقات النيابة العامة في واقعة مقتل شاب عشرينى على يد صديقه بعين شمس، عن تفاصيل جديدة فى القضية، حيث تبين أن مشادة كلامية نشبت بين المجنى وبين المتهم.
اقرأ أكثر »
محافظ قنا يوجه بتضافر الجهود لتحسين الخصائص السكانيةأكد الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، على ضرورة تكثيف العمل وتضافر الجهود بين كافة الجهات والأجهزة التنفيذية المعنية لمواجهة القضية السكانية
اقرأ أكثر »