أم دنيا: اتعلمت مسكة السكين من وأنا صغيرة، توقفت 17 عاما عن ممارسة المهنة حتى أصيب زوجي بمرض شديد، وقررت وقتها العودة لمهنتي ومهنة أجدادي.
في سوق اللحمة بمدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد، تقف سيدة تظهر على ملامحها علامات الشقاء والعناء التي رسمتها تجاعيد الزمن، ترتدي خمارا وعباءة وتمسك سكينا، أمامها منضدة عليها وعاء كبير مليء بأجزاء من اللحوم، تقف في وسط السوق ومن حولها الرجال، وهو شيء غير مألوف بالنسبة لمجتمع الواحات المغلق.
تغيرت ملامح السيدة وهي تحكي عن المضايقات التي تعرضت لها، وعلى الرغم من ذلك فهي مستمرة في العمل لسنوات من أجل تربية أبنائها: «أي سيدة يمكنها الحصول على النقود بمنتهى السهولة، وسط الإغراءات والعروض التي تقدم لها، ولكني رفضت كل ذلك وبدأت في صد تلك الإغراءات من أجل لقمة العيش الحلال».
وتكشفت «أم دنيا»، أن هناك من لا يراعي ضميره في بيع الممبار والكرشة الفاسد، مؤكدة أن أي تغير في لون الممبار عن اللون الأبيض مثل الأسود أو الأصفر يعني أنه فاسد، وبالنسبة للكرشة والفشة إذا ظهرت رائحة غير مقبولة فهي فاسدة.أكدت «أم دنيا»، أن أبنائها دائما فخورين بها، معبرة عن أمنيتها في أن تحصل على فرصة توفر لها منفذ بيع صغير يوفر لها ولأولادها حياة كريمة: «أنا معايا شهادة محو أمية، وراضية بحياتي وبحمد الله على نعمة الصحة وأبنائي وبتمنى يحققوا أحلامهم».