لم يكن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، صحفيا عاديا، كما لم يكن تأثيره مقتصرا على الحدود المصرية، أو البلاد العربية، إنما طافت شهرته الآفاق، وعرف بين قراء العربية وغير العربية
، صحفيًا عاديًا، كما لم يكن تأثيره مقتصرًا على الحدود المصرية، أو البلاد العربية، إنما طافت شهرته الآفاق، وعرف بين قراء العربية وغير العربية، وامتلأ سجله الصحفى بعلاقات ولقاءات مع كبار الشخصيات حول العالم، فى مختلف المجالات، و أجرى كصحفى شاب فى بداية حياته العديد من الحوارات الصحفية فى أواخر الأربعينيات وفى الخمسينيات، مجموعة من اللقاءات الصحفية التى أصبحت فيما بعد جزءا من التاريخ له، وأيضا لهذه الشخصيات الفريدة.
فى فصل الكتاب الذى يتحدث فيه هيكل عن أينشتاين، يروى بداية رحلته من القاهرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت الزيارة بهدف تغطية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كونها أول انتخابات بعد ثورة 52 مباشرة، ولم يكن هيكل ينوى إجراء لقاء مع اينشتاين، إلا أنه تقدم بهذا الطلب، وقوبل من جامعة «برنستون» بالموافقة، على أن يكون الحوار أثناء فترة رياضته اليومية بالمشى، فى الغابات المحيطة بالجامعة، والشرط الثانى، ألا تزيد المقابلة عن نصف ساعة.
يسترسل هيكل: أن أينشتاين قد اطلع على بعض الصحف التى تتحدث عن الثورة المصرية، وكيف أن محمد نجيب تصدر المشهد فى البداية، وأن هيكل نفسه الذى يحاوره الآن، مقرب من الضباط الأحرار، فرد هيكل، "إلى حد ما أعرف بعضهم"، فتساءل هيكل "هل تعرف ما الذى ينوون عمله بأهلى؟"، وأضاف مفسرا، "أهلى من اليهود الذين يعيشون فى إسرائيل".
وعن القنبلة الذرية التى اخترعها «أوبنهايمر»، يقول أينشتاين للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، كنت أتابع المشروع من بعيد وكان يهمنى ألا يصل إليها هتلر قبلنا، ولكن انتهت النازية ولم تكن هناك حاجة لاستخدام القنبلة وتنفست بارتياح ولكنى فوجئت بإلقاء القنبلة الأولى على هيروشيما والثانية على ناجازاكى، فأصبت بحالة من الغضب والقرف عندما سمعت الأخبار، لأن الحرب كانت قد انتهت بالفعل.