أكتب هذا المقال قبيل عيد الفطر المبارك أعاده الله على القراء الأعزاء وعلى الأمتين العربية والإسلامية - كما نقول دوماً - بالخير واليمن والبركات والنصر المؤزر إن شاء الله.
ولعل ذلك السؤال المطروح فى العنوان هو الذى يتردد على ألسنة كل المصريين والعرب والمسلمين هذا العام تحديدا خاصة ونحن نرى ما يحدث لإخواننا فى فلسطين ولا نملك إلا مصمصة الشفاه والمزيد من الحسرة والألم دون أن نستطيع فعل شىء حقيقى على الأرض ينقذ أرواح الفلسطينيين من الإبادة الجماعية بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التى يتعرضون لها!! وكيف يمكن أن يكون احتفال المسلمين بعيدهم وهم يرون أطفال فلسطين وقد انطفأت فرحتهم وغاب من غاب من أقرانهم...
وكيف يكون الفرح بالعيد ونحن نرى العالم شرقه وغربه يتفرج على تلك المأساة الكونية لشعب لا يستطيع أن يجد ملاذا آمنا حتى على قطعة صغيرة من أرضه وتتلاعب به آلة القتل الصهيونية كيف تشاء فلم يكفها القتل العشوائى والتهجير القسرى اليومى لشعب أعزل لا ناقة له ولا جمل فى الحرب الدائرة على أرضه المحتلة أصلا، فقطعت عنه كل مصادر الحياة حتى يموت جوعا وعطشا ومرضا من لم يمت من الرصاص والقنابل؟!
واذا كان ذلك على المستوى القومى، فالأمر لا يختلف كثيرا على المستوى المحلى، حيث تغولت علينا الرأسمالية المتوحشة بسيطرتها على أجهزة الاعلام بمسلسلاتها المرفهة وبإعلاناتها الفاحشة وببرامجها المستفزة لتقلب حياة الأسر المصرية جحيماً، حيث لم نعد نرى الإنسان المصرى العادى الذى لم يعد يستطيع أن يلبى حاجاته ولا حاجات أسرته البسيطة وهو يواجه أكبر حركة جشع وغلاء للأسعار فى تاريخه المعاصر وفى ظل حكومة غير قادرة على شىء اللهم إلا اطلاق الحملات الإغاثية للأسر الأقل دخلا والأكثر فقرا حتى أصبح شغلها الشاغل هو...
إن أخطر التحديات التى يواجهها المصريون اليوم والذى جعل عيدهم نكدا هو شعورهم بعدم القدرة والعجز عن تلبية أبسط مطالب أسرهم، هو شعورهم بأن حكومتهم تتخلى عنهم شيئاً فشيئاً تاركة إياهم يواجهون وحدهم غلاء الأسعار وجشع التجار! وللأسف فقد غاب عن المصريين هذه الأيام ابتسامتهم المعهودة التى كانوا يواجهون بها أزماتهم المتتالية بصبر، وحل محلها التجهم والغضب من كل ما يحيط بهم من ظروف محلية وإقليمية ودولية!
لقد كان المواطن المصرى فيما مضى يستطيع العيش بأقل ما يملك، لكنه الآن لا يستطيع مواجهة الغلاء اليومى للأسعار بكل ما يملك!! وهذا نذير خطر كبير يجب أن تتنبه له قيادتنا الوطنية الرشيدة وتعمل على إعادة النظر من خلاله فى سياساتها الاقتصادية! والأمر يتطلب فى اعتقادى تغييراً حكومياً شاملاً يأتى بقيادات وزارية جديدة خارجة من قلب معاناة الشعب ومدركة لمشكلات حياة الناس اليومية، قيادات جديدة غير معلبة، قيادات جديدة تنتمى لهذا الوطن وتدرك أبعاد معاناة مواطنيه وواعية بأهمية إعادة بلورة كل السياسات الاقتصادية...
مصر أحدث الأخبار, مصر عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
خلى شعارك فى العيد هاتبسط وأكون سعيد بحيل نفسية مذهلةالعيد فرحة، يأتينا بأيامه القليلة محملا بكل معانى الفرحة والسعادة، لا ترفض هذه الهدية البسيطة!
اقرأ أكثر »
العيد فرحة..6 أيام إجازة رسمية عيد الفطر المبارك 2024 للقطاع الخاصالعيد فرحة ..6 أيام إجازة رسمية عيد الفطر المبارك 2024 للقطاع الخاص العيد فرحة ..6 أيام إجازة رسمية عيد الفطر المبارك 2024 للقطاع الخاص
اقرأ أكثر »
هل الميت ينتظر زيارة أهله يوم العيد.. ومتى يتحقق الوعد بالمغفرة والثواب؟هل الميت ينتظر زيارة اهله يوم العيد؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين ممن اعتادوا زيارة القبور، ولا يعلمون هل زيارتها مشروعه يوم العيد أم منهي عنها، وفي السطور التالية نوضح الرأي الشرعي.
اقرأ أكثر »
زينة العيد 2024: جمال يزين فرحة الاحتفالزينة العيد: جمال يزين فرحة الاحتفالعندما يقترب عيد الفطر المبارك، تبدأ التحضيرات لاستقباله بكل فرح وسرور. ومن أهم تلك التحضيرات هو تزيين المنزل بالزينة الجميلة التي تعكس أجواء الفرح والبهجة. إذا كنت ترغب في تجهيز منزلك بزينة العيد بطريقة مبتكرة وجذابة، فإليك بعض الأفكار والطرق البسيطة لصنع زينة العيد بأيديك.
اقرأ أكثر »
اتفسح براحتك.. تعرف على مواعيد مترو الأنفاق في العيديعيش المصريون فرحة العيد ويقضون معظم أوقاتهم في الخروجات والفسح والزيارات المتبادلة بين الأهل، لذلك يستخدم قطاع كبير من المواطنين مترو الأنفاق في العيد، ويبحث الكثير
اقرأ أكثر »
هل يجب حضور خطبة صلاة العيد أم يجوز الانصراف؟.. رأي الدينورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: هل يجب على مَن يصلي العيد مع الإمام أن يجلس عقب الصلاة لحضور خطبة صلاة العيد
اقرأ أكثر »